ما هو أكثر شيء يسعدك في هذه الدنيا؟
المال.. الجاه.. النساء.. الحب.. الشهرة.. السلطة.. تصفيق الآخرين؟
إذا كنت جعلت سعادتك في هذه الأشياء فقد إستودعت قلبك الأيدي التي تخون و تغدر و أئتمنت عليها الشفاه التي تنافق و تتلون.
إذا جعلت من المال مصدر سعادتك فقد جعلتها في ما لا يدوم فالمال ينفد و بورصة الذهب و الدولار لا تثبت على حال.
و إذا جعلت سعادتك في الجاه و السلطان.. فالسلطان كما علمنا التاريخ كالأسد أنت اليوم راكبه و غدًا أنت مأكوله.
و إذا جعلت سعادتك في تصفيق الآخرين فالآخرين يغيرون آراءهم كل يوم.
لقد وضعت كل رصيدك في بنك القلق و ألقيت بنفسك إلى عالم الوحشة و الغربة و إستضفت راحة بالك على الأرصفة.. و نزلت في فنادق قطاع الطرق.. و لن يهدأ لك بال و لن تعرف طعم الراحة و لن تعرف أمنًا و لا أمانًا، و لن تذوق للطمأنينة طعمًا حتى آخر يوم في حياتك، لأنك أعطيت أثمن ما تملك.. أعطيت روحك لعالم الفرقة و الشتات، و رهنت همك و إهتمامك بعائد اللحظة، و علقت قلبك بكل ما هو عابر زائل متقلب، و أسلمت وجدانك ينهشه وحش الوقت.
- د مصطفى محمود "
من كتاب فى الحب والحياة ..