الحياة دواره....
بالزمانات كان في سائق سيارة تكسي عمومي يدعى ( أبو خالد ) عم ينقل ركاب من حماة إلى دمشق وبالعكس....
وبيوم من الأيام كان الجو حار جدا.... طبق الركاب أبو خالد من دمشق باتجاه حماة وعمفرق ( القطيفة ).... أشرلو راكب فتوقف وقال للركاب بالكرسي الخلفي:
دبروه عندكن حرام الدنيا حراقي....
فاعترض أحد الركاب وكان يرتدي طقماً وكرافة أنيقة وقال للسائق:
المقعد الخلفي فيه ثلاثة ركاب ومكتمل....
فزجره أبو خالد قائلاً:
لا تفتح تمك بحرف واحد يا أفندي.... بدو يطلع غصب عنك.... وإذا ضليت تحكي بفج راسك (ولوّح بمفتاح الجنط)....
صمت الرجل الأفندي مرغماً وصعد الراكب....
انطلق أبو خالد بسيارته إلى أن وصل إلى ( القسطل ) فأشار له راكب آخر فتوقف وقال للركاب في المقعد الخلفي:
دبروه عندكن حرام.... الدنيا شوب كتير....
فعاد نفس الرجل الأنيق ليعترض وكرر أبو خالد تهديده....
شو ما رح تسكت يا أفندي وإلا بفج راسك.... انكب ساكت ولا كلمة....
صعد الرجل الخامس فجلس مع الركاب وزاد ضيقهم كوع هذا بصدر ذاك وعظامهم تكاد تتحطم حتى وصلوا إلى حماة....
وفي اليوم التالي ما إن صفّ أبو خالد سيارته في كراج حماة.... حتى أحاطت به الشرطة وكلبجوه وساقوه إلى المحكمة لأسباب مجهولة رغم صراخه وسؤاله المتكرر: ليش شو عامل....
فكان الرد مختصراً:
هلا القاضي بيقلك شو عامل....
وعندما وقف أمام القاضي كانت المفاجأة.... إنه نفس الرجل الأفندي الأنيق الذي كان معه يوم أمس وأهانه وهدده بمفتاح الجنط....
قال له القاضي:
إي يا أبو خالد بعدك بدك تفج راسي بمفتاح الجنط!؟
فضحك أبو خالد وقال:
والله يا سيدي مبارح كان مفتاح الجنط بإيدي واليوم صار بإيدك....
وأنت ومروتك يا راعي المروّه....
فضحك القاضي حتى كاد يسقط عن كرسيه وقال:
روح ولا بقى تعيدها....
الحكمة من القصة :
إذا صار مفتاح الجنط بإيدك طوّل بالك وهدي شوي ومساح وجهك بالرحمن....
اليوم المفتاح بإيدك.... بكرا بيصير بإيد غيرك والحياة دوارة.... وعمرو المفتاح ما دام لأحد....